للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- ومن منهج الإسلام في السمو بالنفس وتطهير الضمير، ردُّ كل شيء من انفعال الإنسان وحركاته، ونواياه وتطلعاته، وأقواله وأفعاله، إلى الله -عز وجل- فهو الذي يعلم ما في نفوس عباده، وما وراء سلوكهم الظاهري، وما يقولون أو يفعلون..

قال تعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا} ١.

فعلى أساس هذه الحقيقة الإيمانية يسمو الإنسان بنفسه إلى الفضائل ومكارم الأخلاق، ويحيا ضميره على اليقظة والخشية، ومراقبة الله -عز وجل- في السر والعلن، وبذلك يظل المؤمن في نجوة من الانزلاق، والوقوع في المعاصي والآثام، ويقيم من ضميره اليقظ ونفسه اللوامة ومراقبة الله -عز وجل- وذكره، حارسًا يرغبه في الخير والاستقامة، ويحذره من الشر والانحراف، فإذا أخطأ أو زلَّ -بسبب ضعفه البشري- فإنه سرعان ما يبادر إلى التوبة والاستغفار، والأوبة إلى الله -عز وجل- بعد أن يقلع عن الذنب، ويندم عليه، ويعزم على عدم العودة إليه.

قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ٢.

وقد أسهب علماء السلف في تفصيل منهج الإسلام في محاسبة النفس


١ الاسراء: "٢٥".
٢ [آل عمران: "١٣٥".

<<  <   >  >>