للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها ولا غموض، ولا بد أن تكون هذه العقيدة حية تبعث الحركة والنشاط لدى الفرد والجماعة.

ويحقق الإسلام هذه العناصر التي يقوم عليها المجتمع الفاضل على أساس إيجابي وآخر سلبي، تطبيقًا لمنهجه في إقامة المعروف، وهدم المنكر، ويصوغ الفرد والجماعة والعلاقة بينهما، والنظام الذي لا غنى عنه لحياة اجتماعية صحيحة، على أساس عقيدة التوحيد الفطرية السليمة، التي جاءت بالخير والحق، والاستقامة والرشاد، وفق المنهج الإلهي الذي قرره الله تبارك تعالى في كتابه الكريم: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} ١.

وتحقق فيما شرع الله -عز وجل- عناصر هذا المجتمع الفاضل على أكمل صورة، وأقوم تربية، وأقوى كيان، بحيث يكون "المجتمع الإسلامي" هو وحده من دون أي مجتمع إنساني آخر "المجتمع الفاضل" المنشود.

١- صياغة الفرد:

أ- الفرد هو الإنسان الذي خلقه الله بيديه، ونفخ فيه من روحه، وفضله على كثير من خلقه، وسخر له ما في السموات والأرض، وكرَّمه أعظم تكريم، وخلقه في أحسن تقويم، وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة، وحمَّله الأمانة الغالية، وأكرمه بالفطرة الطيبة وأعده أكمل إعداد وأوفاه، وأمره أن يعبد الله وحده لا شريك له، عبادة خالصة يؤدي بها شكر ربه ويبتغي ثوابه ورضاه.

قال تعالى:


١ الشورى: "١٣".

<<  <   >  >>