للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويختم الباحث فكرته بقوله:

"فهذا هو أدق نظام وأحكمه، وأرقى تكوين وأكمله، وفي هذا صلاح البشرية في ظاهرها وباطنها، وفي سرها وعلانيتها"١.

٧- وإذا رجعنا إلى ما روي من سبب نزول قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ٢، فإننا نرى أن بعض الروايات تشير إلى أنها أنزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر، حين بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بني قريظة لينزلوا على حكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستشاروه في ذلك فأشار عليهم بذلك، وأشار بيده إلى حلقه أي إنه الذبح، ثم فطن أبو لبابة ورأى أنه قد خان الله ورسوله، فحلف لا يذوق ذواقًا حتى يموت، أو يتوب الله عليه، وانطلق إلى مسجد المدينة فربط نفسه في سارية منه، فمكث كذلك تسعة أيام حتى كان يخر مغشيًّا عليه من الجهد، حتى أنزل الله توبته على رسوله، فجاء الناس يبشرونه بتوبة الله عليه وأرادوا أن يحلوه من السارية، فحلف لا يحله منها إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده فحله، فقال: يا رسول الله: إني كنت نذرت أن أنخلع من مالي صدقة. فقال: "يجزيك الثلث أن تصدَّقَ به".

وذكر ابن كثير٣ آثارًا أخرى وعقب على ذلك بقوله: "والصحيح أن الآية عامة، وإن صح أنها وردت على سبب خاص فالأخذ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب عند الجماهير من العلماء". ونقل عن السدي


١ المرجع السابق ص٦٨.
٢ الأنفال: "٢٧".
٣ تفسير القرآن العظيم: ابن كثير الدمشقي ج٣ ص٣٠٠.

<<  <   >  >>