٣- ولعل الوقائع التاريخية عن نقض الأوربيين لعهودهم عبر عصور كثيرة تكون خير رد على ما يرجف به أعداء الإسلام ضد مبادئه وتاريخه الفذ في هذا المضمار الناصع.
"فالمعروف أن باباوات أوروبا ادعوا لأنفسهم خلال قرون طويلة حق إبرام الإيمان والعهود ونقضها.
فالبابا أوريان السادس حرَّم كل الأحلاف والمعاهدات التي تعقد مع أمراء ملحدين. أو أمراء انفصلوا عن كنيسة روما، واعتبر ما عُقِدَ منها باطلاً. وأعفى الملوك والأمراء الموالين للكنيسة الكاثوليكية من هذه المعاهدات.
والبابا بولس الثالث صرَّح بأن جميع المعاهدات التي تعقد في المستقبل مع الملحدين باطلة مهما كانت اليمين التي تؤيدها.
والبابا جول الثاني أخلى فرديناند الكاثوليكي من معاهدته مع لويس الثاني عشر.
ولقد هاجم "جون بدوان" خلال القرن السادس عشر النظرية التي أباحت للبابوات أن يحلوا الملوك والأمراء من اليمين التي توثقت بها المعاهدات"١.
١ علي علي منصور: "مقارنات بين الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية" ص٦١.