للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معها، وجعلها وسيلة خير؛ لأن نور الإيمان الذي يمتلئ به قلبه هو الذي يجنبه أن يغتر بها، أو يخدع بزخارفها، أو يجعل من نفسه وملكاته تبعًا لأهوائها.

ثم إذا كرم الله تبارك وتعالى المؤمن بهذا النور الهادي، تحرر به عقله، وتطهر وجدانه، وصفت سريرته، واستقام خلقه وصح اتجاهه، وصلح عمله، وتلك هي عناصر الكرامة الإنسانية في الحياة.

ولكن لا بد لهذا النور الذي ينسكب في القلب والضمير بفضل الله ومنته، فيصنع هذه الحياة الطيبة، من إقبال الإنسان على الطاعات، وتجنب المعاصي، والحذر من مزالق الهوى، وهواجس الشك، ونزغات الشيطان، وهواتف الشك، ومخاطر الغفلات، ولقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو رسول الله المعصوم يقول -كما روى ذلك أنس بن مالك رضي الله عنه: "يا وليّ الإسلام وأهله، ثبتني به حتى ألقاك" ١.

وكان يكثر من دعاء ربه بقوله:

"اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" ٢.

٥- بعد ذلك لا بد من الحذر من أن تتسرب إلى صف الجماعة المؤمنة بواعث الفتن الخطيرة التي تعصف بوجود الأمة وكرامتها وعزتها، وأي فتنة أكبر وأخطر من الإعراض عن تلبية دواعي الحياة الحقة الكريمة، والقعود عن الجهاد في سبيل الله، والتراخي في تغيير المنكر ومقاومة الفساد؟

هذه هي الفتنة التي جاء الأمر الإلهي بتوقيها والحذر منها، وليس يتم هذا


١ رواه الطبراني في الأوسط.
٢ رواه الترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها بإسناد حسن.

<<  <   >  >>