للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الظلم، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.... وهي مهمة ضخمة ثقيلة ذات تكاليف وأعباء، وتضحيات غالية وبذل وفداء، ولا بد للمؤمنين –وهم يخوضون غِمَار هذه المعركة الدائمة في ميادينها الحاسمة- من أن تسفك منهم الدماء، ويخرَّ منهم في سبيل الله شهداء.. وهذا هو حقا عنوان عمق الولاء، وبرهان صدق الانتماء....

وإن أول ما يجب أن يستقر في قلوب المؤمنين أن قوة الله وحده، هي القوة التي يُلْتَمَسُ عندها النصر، وبها تُتَّقى الهزيمة، وإليها يكون التوجه، وعليها يكون التوكل، فإذا أراد الله تبارك وتعالى نصر المؤمنين إذا عملوا بشريعته، والتزموا بدعوته، وأطاعوا أمره، ولم يخالفوا حكمه، وتوكلوا على توفيقه ومعونته، وأخذوا للأمر أهبته، وأعدوا له عدته ... فلا غالب لهم من الناس إذا أراد الله لهم النصر والتمكين.... وإن أراد سبحانه خذلانهم بما كسبت أيديهم من الفشل والتنازع والعصيان فلا يملك أحد لهم نصرًا، ولا يدفع عنهم ذلك الخذلان ...

قال تعالى:

{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} ١.


١ آل عمران: "١٦٠".

<<  <   >  >>