للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحق في زحمة البحث عن الطعام، ولا سيطرة فيه لغير قيود التراب وضغط الآلة.. إن أي محاولة لا تقيم لغير المنهج المادي أي وزن أو اعتبار -كما يعمل على ذلك الماديون- لا تعدو أن تكون في حقيقتها وفيما تهدف إليه، عدوانًا صارخًا على الإنسان وتجاهلا لحقيقته، وزِرَايَةٍٍ خطيرة لمعنى الإنسانية فيه، وإيذاءً شديدًا له.. ذلك أن أي دعوة تتخطى حدود الله وتتجاوز شريعته، وتعادي منهجه الرباني المحكم العظيم، إنما تهبط بالإنسان من آفاق السمو والطهر والكرامة إلى حضيض الضعة والدنس والمهانة. إنها تدفعه في طريق التخلف والانهزام، وتجعله سادرًا في الضلال، غارقًا في الظلام، من حيث تزعم أنها تحرره وتفتح له منافذ النور، وتقوده في معركة انتصار كبير:

قال تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ، اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ، ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّا تُؤْفَكُونَ، كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} ١.

وقال تعالى في بيان حقيقة هذا المنهج المنحرف، وتقرير أنه من إيحاء الشيطان؛ ليوهن النفس ويصُدَّها عن الثقة بالله:

{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} ٢.


١ غافر: "٦٠-٦٣".
٢ البقرة: "٢٦٨".

<<  <   >  >>