للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} ١. ونزغات الشيطان {إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} ٢. ولا تنأى بنا عن جادة الحق والصواب مطالب الحياة وشواغلها الكثيرة

{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} ٣.

ولذلك جاءت هذه العقيدة تضع الإنسان -كما أسفلنا- في موضعه الطبيعي الصحيح مخلوقًا لله، قبضة من تراب الأرض فيه نفخة من روح الله.

{إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِين} ٤.

وقد وفَّرت هذه العقيدة لهذا الإنسان -الذي كرَّمه الله فَنَفَخَ فيه من روحه وحمَّله أعباء الأمانة وجعله خليفة في الأرض- المُنَاخ الملائم لنوازع الخير الأصيلة فيه؛ حيث تنطلق روحه في آفاق السمو والإشراق، وتتحرك إرادته في مجال الخير والإحسان، ويتفاعل فكره مع جوهر عقيدته، وطبيعة وظيفته، وحقائق الوجود من حوله.

ولا ريب أن صلة الإنسان الدائمة بربه بقوة الإيمان واستقامة العمل دِعَامَة ذلك كله، فإذا كانت هذه الصلة صحيحة سليمة قوية دائمة تحرك فكر الإنسان وضميره في رحاب الحق والخير والعدل، فلا انحراف عن الهدى، ولا انزلاق في الشرور، ولا ضياع في الغفلة والأهواء. ويكون


١ يوسف: "٥٣".
٢ يوسف: "٥".
٣ الأنعام: "٣٢".
٤ ص: "٧١-٧٢".

<<  <   >  >>