للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإنسان بذلك نموذجًا طيبًا فاضلًا في صحة مقاييسه، وطهارة نفسه، وصفاء روحه، وصلاح عمله ونبل أخلاقه، ويستحق -بفضلٍٍ من الله- أن يكون ممن ينال الدرجات العالية والثواب العميم.

قال تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ، نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} ١.

عن أبي عمرو -وقيل أبي عَمْرَة- سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله: "قُلْ لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرك". قال: "قل: آمنت بالله ثم استقم" ٢.

إن هذه الصلة بالله تغمر بالاستقامة والخير كيان الإنسان كله، فهي تنبثق كالنبع المتفجر من فطرته الطيبة التي فطره الله عليها، شأنها في ذلك شأن العين الجارية التي تفيض بالماء على الأرض، فتشيع الحياة في جنباتها، فتنبت وتزهر وتثمر، وينتفع منها الإنسان والحيوان والطير.

قال تعالى:

{وَتَرَى الأرض هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ


١ فصلت: "٣٠-٣٢".
٢ رواه مسلم.

<<  <   >  >>