للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن ابن عمرو -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ما أهدى المرء المسلم لأخيه هدية أفضل من كلمة حكمة يزيده الله بها هدى، أو يردَّه عن ردى" ١.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا" ٢.

ب- إن المؤمن منطلق في دعوته إلى الهدى، ونصحه للناس، وبره بهم، من الروح الإيجابية في الإيمان.. هذه الروح التي تأبى أن تكون الهداية مجرد يقظة في فكر الفرد، أو شعور في وجدانه، لا يتجاوز بها صاحبها حدود ذاته، ونطاق نفسه دون أن يؤدي حق هذه النعمة بالدعوة والإرشاد، والقيام بما كلفه الله به من التبليغ الشهادة. إنه يأبى أن يحتجز الخير لنفسه أو لأسرته أو عشيرته أو بني جنسه.. ويوقن أن الأثرة تتناقض مع طابع عقيدته، والسلبية تتنافى مع اتجاه رسالته، ويدرك أن عليه أن يؤدي واجب الشهادة التي قررها الله -تبارك وتعالى- في كتابه الكريم حيث قال:

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} ٣.

وقال:

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ} ٤.


١ رواه البيهقي.
٢ رواه مسلم.
٣ البقرة: "١٤٣".
٤ البقرة: "١٤٠".

<<  <   >  >>