للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل الذي يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: "تلك عاجل بشرى المؤمن" ١.

والمؤمن لا يعلق عمله على الاستجابة، أو يربطه بالنجاح؛ فهذه أمور لا شأن له بها، ولا يستطيع أن ينالها بمزيد سعيه، ووافر عمله إذا لم تكن مما كتبه الله وقدَّره، وقد نبه الله -سبحانه- نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى هذا في كتابه الكريم ليكون على بصيرة من الأمر. وفي هذا الإرشاد الإلهي درس عظيم للدعاة إلى الله حتى يحذروا الضعف والتردد، ولا يمسهم القنوط إذا لم يجدوا ما يؤملون من نجاح. أو لم يلقوا ممن يريدون الخير لهم إلا الجحود والإعراض، أو الأذى والنكال.. وفي هذا يقول الله عز وجل:

{لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} ٢.

كما ذكر الله -تبارك- في آيات كثيرة أن مهمة الرسول هي الإرشاد والتبليغ والتذكير فقال سبحانه:

{مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ} ٣.

وقال:

{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} ٤.


١ رواه مسلم.
٢ البقرة: "٢٧٢".
٣ المائدة: "٩٩".
٤ المائدة: "٩٢".

<<  <   >  >>