في اليقظة على الحقيقة المحمدية، لأن عالم المثال يقع التعبير فيه فيعبر عن الحقيقة المحمدية إلى حقيقة تلك
الصورة في اليقظة، بخلاف الكشف فإنه إذا كشف لك عن الحقيقة المحمدية أنها متجلية في صورة من صور الآدميين، فيلزمك إيقاع اسم تلك الصورة على الحقيقة المحمدية، ويجب عليك أن تتأدب مع صاحب تلك الصورة تأدبك مع محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ. لما أعطاك الكشف أن محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ متصور بتلك الصورة، فلا يجوز لك بعد شهود محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيها أن تعاملها بما كنت تعاملها به من قبل، ثم إياك أن تتوهم شيئًا في قولي من مذهب التناسخ، حاشا لله وحاشا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يكون ذلك مرادي، بل إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ له من التمكين في التصور بكل صورة حتى يتجلى في هذه الصورة، وقد جرت سنته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه لا يزال يتصور في كل زمان بصورة أكملها ليعلي شأنهم ويقيم ميلانهم، فهم خلفاؤه في الظاهر وهو في الباطن حقيقتهم " ا. هـ
ثم يستطرد الجيلي حسب اعتقاده مبينًا كيف يكون محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنسانًا كاملًا، وإلهًا تحققت فيه كل مظاهر الربوبية والألوهية وتجلت فيه كل أسماء الله وصفاته. .
ولما كان الله عند الجيلي ومن على طريقته من هؤلاء الزنادقة الملحدين هو هذه المخلوقات لا غير. . استطرد الجيلي مبينًا أن الكون الوجود في كل شيء منه مقابل للذات المحمدية. ففي ذات الرسول شبيه العرش والكرسي، والسماوات والأرض والملائكة والحيوان والنبات والجماد. . وسائر الموجودات التي هي في حقيقتها عند الجيلي هي الله تعالى عن ذلك علوًا كبيرًا. .
يقول الجيلي شارحًا ذلك:
" واعلم أن الإنسان الكامل مقابل لجميع الحقائق الوجودية بنفسه.
فيقابل الحقائق العلوية بلطافته، ويقابل الحقائق السفلية بكثافته، فأول ما يبدو في مقابلته للحقائق الخلقية يقابل العرش بقلبه، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ (قلب المؤمن