إليها يسيرون، والمنهج الذي يحبه الله لعباده ويرضاه لهم.
٤ ـ وقدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ للناس الدليل الكامل على أنه رسول من الله ـ تبارك وتعالى ـ يأتيه الوحي من السماء، فقال لهم: هذا كلام الله، أقرؤه عليكم، وإن لم تصدقوني فأتوا بسورة واحدة من مثله.
٥ ـ وكان على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يواجه كل هذا الركام من الأفكار والعقائد والمذاهب والفلسفات، وأن يقيم الحجة والبرهان على فسادها جميعًا، وصحة ما يدعو هو الناس إليه، وكانت المعركة عقائدية.
٦ ـ وتركزت هذه الحرب حول أصلين اثنين يتفرع عنهما فروع كثيرة:
أـ فالأصل الأول هو توحيد الله وحده، وهذا يعني أنه الإله الخالق وحده، المعبود وحده، الذي لا يشاركه في صفاته وأفعاله أحد سبحانه وتعالى، والذي يتصف بكل صفات الكمال والجمال والجلال، وينتفي عنه أضداد ذلك.
ب ـ والأصل الثاني هو توحيد الطريق إليه، فلا يحكم في شؤون الناس غيره، ولا يتقرب إليه بما شرع هو سبحانه وتعالى، وكان هذا هو معنى " لا إله إلا الله، محمد رسول الله " فلا إله إلا الله: الأصل الأول، ومحمد رسول الله: الأصل الثاني.
٧ ـ ولقد نُوزع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذين الأصلين:
أـ فأما المشركون من العرب فقالوا:{أجعل الآلهة إلهًا واحدًا إنَّ هذا لشيءٌ عُجابٌ}[الزمر: ٣] وقالوا عن آلهتهم: {ما نعبُدهم إلاّ ليقربونا إلى الله