وكان رد الله ـ تبارك وتعالى ـ: قل: {لَو كانَ فيهِما آلهَةٌ إلا اللهُ لفسدَتا}[الأنبياء: ٢٢] ، {قُل للهِ الشَّفاعَة جميعًا}[الزمر: ٤٤] .
وعن الأصل الثاني: قال تعالى هادمًا تشريعاتهم الباطلة في الحلال والحرام والتقرب: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}[الشورى: ٢١] .
ب وج ـ وأما اليهود والنصارى فزعمت كل طائفة أن طريقها هو الصواب، وأن معبودها هو الحق، وأن الجنة خالصة لهم من دون الناس، فكان رد الله ـ تبارك وتعالى ـ:{قل إن هدى الله هو الهدى}[البقرة: ١٢٠] ، {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}[آل عمران: ٣١] .
والقرآن كله بيان لجهاد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع هذه الطوائف الثلاث في شأن هذين الأصلين.
٨ ـ وآمن بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجال أخلصوا دينهم لله، فأحبوه وآثروه على كل شيء، وأحبوا رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وافتدوه بأرواحهم وأنفسهم، وبذلوا الجهد في متابعته وطاعته، وفي تنزيه الله وتقديسه وعبادته، وتحققوا بهذين الأصلين، وقاموا بها خير قيام حتى أثنى عليهم الحق سبحانه وتعالى في آيات كثيرة من كتابه. من ذلك قوله جل وعلا:
{محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدًا يبتغون فضلًا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود} . . الآية [الفتح: ٢٩] ، فرضي عنهم سبحانه ورضوا عنه، وعرفوه حق معرفته، وقاموا