وأثنى عليهم رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال:(خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)(رواه الشيخان وغيرهما عن ابن مسعود، وغيرهم عن غيره) ، وشهد لأفراد منهم بالجنة والفضل، وكان من هؤلاء أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ الذي قال عنه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:[وزنت بالأمة فرجحت، ووزن أبو بكر بالأمة ـ لست فيها ـ فرجح، ووزن عمر بالأمة ـ لست فيها وأبو بكر ـ فرجح](رواه أحمد (٢/٧٦) بنحوه وإسناد ضعيف، فيه عبيد الله بن مروان أورده ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل ـ ٥/٣٣٤) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات، وفيه أيضًا أبو عائشة أورده صاحب (الجرح والتعديل ـ ٩/٤١٧) ولم يحك فيه كذلك جرحًا ولا تعديلًا، وعلى هذا فهما مجهولان وباقي رجاله ثقات. وروى أحمد (٥/٤٤ و ٥٠) وأبو داود (٤٦٣٤) والترمذي (٢٣٨٩ ـ تحفة) وصححه، كلهم عن أبي بكرة أن أحد الصحابة رأى في منامه أن ميزانًا دلي من السماء، فوزن به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر، فرجح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم وزن به أبو بكر وعمر، فرجح أبو بكر، ثم وزن عمر وعثمان، فرجح عمر، ثم رفع الميزان. وقد قواه أستاذنا الألباني في (تخريج المشكاة ـ ٣/٢٣٣) بطريقيه) .
وقال:[لو كان نبي بعدي لكان عمر](رواه بنحوه أحمد (٤/١٥٤) والترمذي (٢/٢٩٣) وحسنه والحاكم (٣/٨٥) وصححه وغيرهم، كلهم عن عقبة بن عامر مرفوعًا، وحسنه أستاذنا الألباني في (السلسلة الصحيحة ـ ٣٢٧) وفي (صحيح الجامع ـ ٥١٦٠) ، وقال لبلال:[إني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة](رواه البخاري (٣/٣٧٦) ـ من الفتح) وأحمد (٢/٣٣٣ و٤٣٩) عن أبي هريرة، ولفظ البخاري: قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لبلال عند صلاة الفجر: [يا بلال، حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة] قال: ما عملت عملًا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورًا في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي. ودف النعل هو صوت حركتها الخفيف وسيرها اللين) ، ونحو ذلك كثير جدًا.
٩ ـ ومع ذلك فقد حرص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ طيلة حياته على بقاء أصلي التوحيد " لا إله إلا الله، محمد رسول الله " نقيين صافيين، فما كان يسمح بتاتًا يخدش هذين الأصلين، ولو من أحب الناس لديه وآثرهم عنده ـ صلى الله عليه وسلم ـ.