ومعنى هذا أنه يجب على المريد الخروج من الحرف الدنيوية نهائيًا بزعم أنه يضايق أهل الحرف والصناعات ويزاحمهم وهذا يضاد التصوف حتى ولو كان من يزاحمهم مجوسيًا. . كما أنه يجب على المريد أن لا يفعل معروفًا مع شخص إلا بأمر شيخه.
وقال أيضًا " ومن شأن المريد قصر الأمل فإن الفقير ابن وقته فإذا كان له تدبير في المستقبل وتطلع لغير ما هو فيه من الوقت وأمل فيها يستأنفه لا يجيء منه شيء. . ومن شأن المريد أن لا يكون له معلوم وإن قل لا سيما بين الفقراء فإن ظلمة المعلوم تطفئ نور الوقت "(الإبريز ص٢٠٨) .
يعني أن المريد يجب عليه أن لا يكون له تدبير مالي، للمستقبل أبدًا ولا راتب شهري معلوم يرجع إليه لأن هذا يطفئ نوره ويؤجل مكاشفاته. .
وجعلوا كذلك من آداب المريد في مجلس الشيخ ما يأتي:
" من آداب المريد مع شيخه أن لا يجلس بحضرته متربعًا، ولا مظهرًا رجلًا له. قال صاحب الرائية:
ولا يعقدن قدامه متربعًا ** ولا باديًا رجلًا فبادر إلى الستر
ولا يجوز له كذلك أن يلبس لباس الشيوخ إلا إذا انتهى من مقام التربية " ا. هـ.
وهذه حقوق أعطيت للشيخ لم يجعلها الله لرسوله فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يأمر الصحابة أن لا يلبسوا لباسه. . أو يتشبهوا به في عمامته أو قلنسوته أو يجلسوا متربعين في حضرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ. .
بل كانوا يجلسون بحضرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ متربعين ومضطجعين وكان أحيانًا يضجع معهم ولم يكن له ـ صلى الله عليه وسلم ـ زي خاص ولا مجلس خاص، وهذا يدلك على ابتداع المتصوفة وبعدهم عن الدين. وجعلوا من آدابهم أيضًا ما قاله القشيري:
" ومن شروط المريد إذا زار شيخًا أن يدخل عليه بالحرمة وينظر إليه