للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن عربي:

فيا ليت شعري كيف ناب بذاته** شخيص كبيش عن خليفة رحمان

(الفصوص ص٨٤) .

فوقتًا يكون العبد ربًا بلا شك** ووقتًا يكون العبد عبدًا بلا إفك

فإن كان عبدًا كان بالحق واسعًا** وإن كان ربًا كان في عيشة ضنك

(الفصوص ص٩٠)

بل لم يكتف بهذا أيضًا حتى زعم أن الحق لا يشهد أتم شهود، ولا يعرف حق المعرفة إلا في المرأة. . حال اللذة والشهوة. . وهاك نصوص عباراته القبيحة في ذلك، ووالله لولا وجوب بيان هذا الباطل وتحذير الأمة منه ما كان لي أن أخط قلمًا بهذا الإثم والفجور، ولكن ما حيلتنا وبين أظهرنا من يدافع عن هذا الباطل، ويعتقد الولاية لقائليه، بل ويكفّر من تعرض لهذا الإثم والفجور، ويرميهم بالكفر والزندقة، وهؤلاء الضالون قد ملؤوا أكبر المراكز الدينية في بلادنا، واتبعهم عوام الناس دون وعي منهم بما خلف هذه العمائم الفارغة، والشهادات الزائفة من الإثم والفجور والباطل؟ !

هذا ابن عربي سيد الصوفية وشيخها من لدنه إلى هذا يفسر حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة) فيقول:

" اشتق الله من الإنسان شخصًا على صورته سماه امرأة، فظهرت بصورته فحن إليها حنين الشيء إلى نفسه، وحنت إليه حنين الشيء إلى وطنه، فحببت إليه النساء، فإن الله أحب من خلقه على صورته، وأسجد له ملائكته النوريين على عظم قدرهم ومنزلتهم، وعلو نشأتهم الطبيعية، فمن هناك وقعت المناسبة والصورة أعظم مناسبة، وأجلها وأكملها " (الفصوص ص٢١٦) .

وقبل أن نستطرد في النقل عن ابن عربي أشرح لك الإفك الذي أفكه

<<  <   >  >>