للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مريض القلب في شيء من أموره، وإن (١) خفي عليك مرض ذلك العضو لكن يكفيك أن فساد الأصل لا بد أن يؤثر في الفرع، ومن انتبه لهذا قد يعلم بعض الحكمة التي أنزلها الله (٢) فإن من في قلبه مرض قد يرتاب (٣) في الأمر بنفس المخالفة لعدم استبانته لفائدته، أو يتوهم أن هذا من جنس أمر الملوك والرؤساء القاصدين للعلو في الأرض، ولعمري إن النبوة غاية الملك الذي يؤتيه الله من يشاء وينزعه ممن يشاء، ولكن ملك (٤) هو غاية صلاح من أطاعه (٥) من العباد في معاشهم ومعادهم (٦) .

وحقيقة الأمر: أن جميع أعمال الكافر وأموره لا بد فيها من خلل يمنعها أن تتم (٧) منفعة بها.

ولو فرض صلاح شيء من أموره على التمام، لاستحق (٨) بذلك ثواب الآخرة، ولكن كل أموره إما فاسدة وإما ناقصة، فالحمد لله على نعمة الإسلام التي هي أعظم النعم، وأم كل خير كما يحب ربنا ويرضى.

فقد تبين أن نفس مخالفتهم أمر مقصود للشارع في الجملة، ولهذا كان الإمام أحمد بن حنبل (٩) وغيره من الأئمة (١٠) يعللون (١١) الأمر


(١) في (ط) : إن خفي.
(٢) في (ب) : الله تعالى.
(٣) في (ج د) : ارتاب.
(٤) في المطبوعة: لكن ملك النبوة.
(٥) في المطبوعة: من أطاع الرسول.
(٦) في المطبوعة: في معاشه ومعاده.
(٧) في المطبوعة: أن تتم له منفعة بها.
(٨) في (ب ط) : لا يستحق.
(٩) بن حنبل: سقطت من (ب) .
(١٠) في المطبوعة: رضي الله عنهم.
(١١) في (أ) : يعللون أن الأمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>