للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هذا الباب ما أخرجاه في الصحيحين عن عمرو بن دينار (١) عن جابر بن عبد الله قال: «غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ثاب (٢) معه ناس من المهاجرين حتى كثروا، وكان من المهاجرين رجل لعاب (٣) فكسع (٤) أنصاريا، فغضب الأنصاري غضبا شديدا حتى تداعوا وقال الأنصاري: يا للأنصار. وقال المهاجري: يا للمهاجرين. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما بال دعوى الجاهلية، ثم قال: ما شأنهم؟ فأخبر (٥) بكسعة المهاجري للأنصاري قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها خبيثة (٦) وقال عبد الله (٧) بن أبي


(١) وهو: عمرو بن دينار الجمحي ـ مولاهم ـ أبو محمد، الأثرم، من علماء التابعين، وحفاظهم وفقهائهم، وثقه الأئمة، وقال ابن سعد في طبقاته، وكان عمرو ثقة ثبتا كثير الحديث " وكان مفتي أهل مكة في زمانه، توفى سنة (١٢٦ هـ) .
انظر: تهذيب التهذيب (٨ / ٢٨، ٢٩، ٣٠) ؛ والطبقات الكبرى لابن سعد (٥ / ٤٨٠) .
(٢) ثاب: أي اجتمع وجاء. انظر: مختار الصحاح، مادة (ث وب) ، (ص ٨٩) .
(٣) لعاب: كثير اللعب.
(٤) كسع: أي ضرب دبره بيده، أو بصدر قدمه: انظر: القاموس المحيط، باب العين، فصل الكاف، (٣ / ٨١) .
(٥) في المطبوعة: فأخبروه، وفي البخاري كما أثبته.
(٦) في المطبوعة: منتنة، وهي في البخاري بلفظ " خبيثة " وفي مسلم بلفظ: "منتنة ".
(٧) هو: رأس المنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد الخزرجي، أبو الحباب، المشهور بابن سلول، وسلول جدته لأبيه، كان سيد الخزرج قبيل الإسلام، فكانوا يزمعون تتويجه بالملك، وبعد بدر أظهر الإسلام، وأخذ يعمل المكائد بالمسلمين، من التخذيل عن الجهاد، والإرجاف والاستهزاء، والشماتة عند المصائب، ونشر الأكاذيب والبهتان، مات في عهد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلما صلى عليه نهاه الله عن ذلك بقوله تعالى: / ٣٠ ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره، إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون / ٣٠ سورة التوبة: الآية ٨٤ انظر: الأعلام للزركلي (٤ / ٦٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>