للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عامة هذه الأمور، بخلاف السعي بين الصفا والمروة، وغيره من شعائر الحج، فإن ذلك من شعائر الله، وإن كان أهل الجاهلية قد كانوا يفعلون ذلك في الجملة.

وقد قدمنا ما رواه البخاري في صحيحه، عن عمر بن الخطاب: أنه كتب إلى المسلمين المقيمين ببلاد فارس: " إياكم وزي أهل الشرك " (١) .

وهذا نهي منه للمسلمين عن كل ما كان من زي المشركين.

وقال الإمام أحمد في المسند: حدثنا يزيد (٢) حدثنا عاصم (٣) عن أبي عثمان النهدي، عن عمر أنه قال: " اتزروا، وارتدوا، وانتعلوا، والبسوا الخفاف، والسراويلات، والقوا الركب، وانزوا نزوا، وعليكم بالمعدية، وارموا الأغراض، وذروا التنعم وزي العجم، وإياكم والحرير، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه، وقال: «لا تلبسوا من الحرير، إلا ما كان هكذا "، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعيه» (٤) .


(١) مر (ص ٣٦١) .
(٢) هو: يزيد بن هارون بن وادي- ويقال: ابن زاذان- بن ثابت السلمي، مولاهم، الواسطي، أبو خالد، من الأئمة الأعلام الحفاظ المشاهير، اتفقوا على توثيقه وإمامته. توفي سنة (١٨٦ هـ) ، وكانت ولادته سنة (١١٧ هـ) .
انظر: تهذيب التهذيب (١١ / ٣٦٦- ٣٦٩) ، (ت ٧١١) ي.
(٣) هو: عاصم بن سليمان الأحول البصري، أبو عبد الرحمن، تولى قضاء المدائن، وتولى الحسبة في الكوفة في المكاييل والأوزان، من الحفاظ الثقات. مات سنة (١٤٢ هـ) .
انظر: تهذيب التهذيب (٥ / ٤٢، ٤٣) ، (ت ٧٣) ع.
(٤) مسند أحمد (١ / ٤٣) في مسند عمر بن الخطاب، وأورد ابن حجر في فتح الباري حديثا قريبا من هذا عن الإسماعيلي من طريق علي بن الجعد عن شعبة.
انظر: فتح الباري (١٠ / ٢٨٦) ، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف عن معمر، عن قتادة، عن عمر مطولا ولم يذكر الحرير.
انظر: المصنف (١١ / ٨٥، ٨٦) ، الحديث رقم (١٩٩٩٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>