للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأنه فعل المجوس عند نيرانهم التي يعبدونها، فعلى هذا: تظهر (١) مناسبة الجمع بين النهي عن السدل، وعن تغطية الفم، بما في كلاهما (٢) من مشابهة الكفار، مع أن في كل منهما معنى آخر يوجب الكراهة، ولا محذور في تعليل الحكم بعلتين.

فهذا عن الخلفاء الراشدين، وأما سائر الصحابة رضي الله عنهم فكثير، مثل: ما قدمناه عن حذيفة بن اليمان: أنه لما دعي إلى وليمة فرأى شيئا من زي العجم خرج وقال: " من تشبه بقوم فهو منهم " (٣) .

وروى أبو محمد الخلال (٤) بإسناده عن عكرمة (٥) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " سأله رجل: أحتقن؟ قال: لا تبد (٦) العورة، ولا تستن بسنة المشركين ". فقوله: " لا تستن بسنة المشركين " (٧) عام.


(١) في (ب ج د) : يظهر.
(٢) في المطبوعة: كل منهما. وجاءت في جميع المخطوطات (كلاهما) والأصح لغة (كليهما) لأنها مضافة لمضمر.
(٣) انظر: التعليق (ص ٣٦١) من هذا المجلد.
(٤) هو: الحسن بن محمد بن الحسن بن علي، أبو محمد، الخلال، عالم فاضل من أهل بغداد، ولد سنة (٣٥٢ هـ) ، وله مؤلفات منها: أخبار الثقلاء، والمجالس العشر، خرج المسند على الصحيحين. انظر: الأعلام للزركلي (٢ / ٢١٣) .
(٥) هو: عكرمة البربري، أبو عبد الله، المدني، مولى ابن عباس، أصله من البربر، من علماء التابعين ومن المتبحرين بالتفسير، من كبار تلاميذ ابن عباس، اتهم ببدعة الخوارج الصفرية، ووثقه أئمة الحديث، قال ابن حجر: "ثقة، ثبت، عالم بالتفسير، لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر، ولا ثبتت عنه بدعة، من الثالثة، مات سنة (١٠٧ هـ) .
انظر: تقريب التهذيب (٢ / ٣٠) ، (ت ٢٧٧) ع؛ وتهذيب التهذيب (٧ / ٢٦٣- ٢٧٣) ، (ت ٤٧٥) ع.
(٦) في المطبوعة: احتقن لا تبد العورة.
(٧) قوله: (لا تستن بسنة المشركين) : سقطت من (ج د) .

<<  <  ج: ص:  >  >>