للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإما في العمل المنبعث عن هوى النفس، مع شبهات اقتضت ذلك، ولهذا جاء في الحديث: «حب العرب إيمان وبغضهم نفاق» (١) مع أن الكلام في هذه المسائل لا يكاد يخلو عن هوى (٢) للنفس، ونصيب للشيطان من الطرفين، وهذا محرم في جميع المسائل.

فإن الله قد أمر المؤمنين بالاعتصام بحبل الله جميعا، ونهاهم عن التفرق والاختلاف، وأمرهم (٣) بإصلاح ذات البين، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر» (٤) .

وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا، كما أمركم الله» (٥) وهذان حديثان صحيحان.

وفي الباب من نصوص الكتاب والسنة ما لا يحصى.

والدليل على فضل جنس العرب، ثم جنس قريش، ثم جنس بني هاشم: ما رواه الترمذي، من حديث إسماعيل بن أبي خالد (٦) عن يزيد بن


(١) مر تخريج الحديث قبل قليل.
(٢) في (أط) : النفس.
(٣) في (أط) : بصلاح.
(٤) انظر: صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، حديث رقم (٦٠١١) من فتح الباري، (١٠ / ٤٣٨) ؛ وصحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، حديث رقم (٢٥٨٦) ، (٤ / ١٩٩٩ - ٢٠٠٠) .
(٥) انظر: صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر، حديث رقم (٦٠٦٥) فتح الباري، (١٠ / ٤٨١) ؛ وصحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، حديث رقم (٢٥٦٣) ، باب تحريم الظن والتجسس. . إلخ، (٤ / ١٩٨٥- ١٩٨٦) .
(٦) هو: إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي، مولاهم، البجلي، قال ابن حجر في التقريب: "ثقة، ثبت، من الرابعة". أخرج له الستة، ومات سنة (١٤٦ هـ) .
انظر: تقريب التهذيب (١ / ٦٨) ، (ت ٥٠٣) أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>