للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحتج أصحاب الشافعي وأحمد بهذا على أن الشرف مما يستحق به التقديم في الصلاة.

ومثل ذلك ما رواه محمد بن أبي عمر العدني (١) حدثنا سعيد بن عبيد (٢) أنبأنا علي بن ربيعة (٣) عن ربيع بن فضلة (٤) أنه خرج في اثني عشر راكبا كلهم قد صحب محمدا صلى الله عليه وسلم غيرة، وفيهم سلمان الفارسي، وهم في سفر، فحضرت الصلاة، فتدافع القوم، أيهم يصلي بهم، فصلى بهم رجل منهم أربعا، فلما انصرف قال سلمان: ما هذا؟ ما هذا؟ مرارا، نصف المربوعة - قال مروان (٥) يعني نصف الأربع - نحن إلى التخفيف أفقر، فقال له القوم: " صل بنا يا أبا عبد الله؛ أنت أحقنا بذلك، فقال: لا، أنتم بنو إسماعيل الأئمة، ونحن الوزراء ".

وفي المسألة آثار غير ما ذكرته، في بعضها نظر، وبعضها موضوع، وأيضا فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما وضع ديوان العطاء، كتب الناس على قدر أنسابهم فبدأ بأقربهم فأقربهم نسبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انقضت العرب ذكر العجم، هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين، وسائر الخلفاء من بني أمية وولد العباس، إلى أن تغير الأمر بعد ذلك.


(١) في المطبوعة قال: حدثنا.
(٢) هو: سعيد بن عبيد الطائي، الكوفي، أبو هذيل، ثقة، أخرج له البخاري ومسلم وغيرهما، من الطبقة السادسة. انظر: تهذيب التهذيب (٤ / ٦٢) ، (ت ١٠٦) س؛ وتقريب التهذيب (١ / ٣٠١) ، (ت ٢٢٢) س.
(٣) هو: علي بن ربيعة بن نضلة الوالبي الكوفي، أبو المغيرة، قال ابن حجر: "ثقة، من كبار الثالثة" أخرج له الستة وغيرهم.
انظر: تقريب التهذيب (٢ / ٣٧) ، (ت ٣٤٠) ع.
(٤) لم أجده في المصادر التي اطلعت عليها.
(٥) لم أجد ما يشير إلى من هو مروان هذا.
في المطبوعة زاد: (جمع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>