للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل، والخلق، والدين تأثيرا قويا بينا، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق.

وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب (١) والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية، وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا عيسى بن يونس (٢) عن ثور (٣) عن عمر بن زيد (٤) قال: كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: " أما بعد: فتفقهوا في السنة (٥) وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن، فإنه عربي ".

وفي حديث (٦) آخر عن عمر رضي الله عنه أنه قال: " تعلموا


(١) في (ب ج د) : كتاب الله والسنَّة.
(٢) هو: عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، كوفي نزل الشام مرابطًا، أي في سبيل الله، قال ابن حجر: " ثقة مأمون " يعد في الطبقة الثامنة، أخرج له الستة، توفي سنة (١٩١هـ) . انظر: تقريب التهذيب (٢ / ١٠٣) ، (ت ٩٣٣) ع.
(٣) عن ثور: ساقطة من (أ) .
هو: ثور بن يزيد الكلاعي. مرت ترجمته. انظر: فهرس الأعلام.
(٤) في المطبوعة وفي (ب) : ابن يزيد. والصحيح ما أثبته.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (٦ / ١٥٧) ، وقال البخاري وابن أبي حاتم: " عمر بن زيد قال: كتب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى، مرسل روى عنه ثور بن يزيد " ولم أجد عنه أكثر مما ذكر هنا.
انظر: التاريخ الكبير (٦ / ١٥٧) ، والجرح والتعديل (٦ / ١٠٩) .
(٥) فتفقهوا في السنَّة: سقطت من (ج د) .
(٦) من هنا سقطت ورقة من المخطوطة (ب) ، وسأنبه على استئنافها (ص ٥٣١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>