للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنهم من السنة مثلها» (١) رواه الإمام أحمد.

وهذا أمر يجده من نفسه من نظر في حاله من العلماء، والعباد، والأمراء، والعامة وغيرهم، ولهذا عظمت الشريعة النكير على من أحدث البدع، وكرهتها (٢) ؛ لأن البدع لو خرج الرجل منها كفافا لا عليه ولا له لكان الأمر خفيفا، بل لا بد أن يوجب له فسادا، منه (٣) نقص منفعة الشريعة في حقه، إذ القلب لا يتسع للعوض والمعوض منه (٤) .

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في العيدين الجاهليين: «إن الله قد أبدلكم بهما يومين خيرا منهما» (٥) فيبقى اغتذاء قلبه من هذه الأعمال المبتدعة مانعا عن الاغتذاء، - أو من كمال الاغتذاء - بتلك الأعمال الصالحة (٦) النافعة الشرعية، فيفسد عليه حاله من حيث لا يشعر (٧) كما يفسد جسد المغتذي بالأغذية الخبيثة من حيث لا يشعر، وبهذا يتبين (٨) لك بعض ضرر البدع.

إذا تبين هذا فلا يخفى ما جعل الله في القلوب من التشوق إلى العيد والسرور به والاهتمام بأمره، اتفاقا (٩) واجتماعات وراحة، ولذة وسرورا، وكل ذلك يوجب تعظيمه لتعلق الأغراض به، فلهذا جاءت الشريعة في العيد، بإعلان


(١) الحديث مر الكلام عليه. انظر: فهرس الأحاديث.
(٢) في المطبوعة: قال: وحذرت منها. وأسقط: وكرهتها.
(٣) في المطبوعة: قال: فسادًا في قلبه ودينه ينشأ من نقص. . إلخ. وهي زيادة عما في جميع النسخ.
(٤) منه: سقطت من (أب ط) . وفي المطبوعة: عنه.
(٥) الحديث مر الكلام عليه (ص٤٨٥) .
(٦) الصالحة: سقطت من المطبوعة.
(٧) في المطبوعة: (يعلم) بدل (يشعر) .
(٨) في (ب) : تبين.
(٩) في المطبوعة: إنفاقًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>