للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه الثامن (١) أن المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة (٢) وموالاة في الباطن، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة، حتى إن الرجلين إذا كانا من بلد واحد، ثم اجتمعا في دار غربة، كان بينهما من المودة (٣) والائتلاف أمر عظيم، وإن كانا في مصرهما لم يكونا متعارفين، أو كانا متهاجرين، وذلك لأن الاشتراك في البلد نوع وصف اختصا به عن بلد الغربة. بل لو (٤) اجتمع رجلان في سفر، أو بلد غريب، وكانت بينهما مشابهة في العمامة أو الثياب، أو الشعر، أو المركوب (٥) ونحو ذلك؛ لكان بينهما من الائتلاف أكثر مما بين غيرهما، وكذلك تجد (٦) أرباب الصناعات (٧) الدنيوية يألف بعضهم بعضا (٨) ما لا يألفون (٩) غيرهم، حتى إن ذلك يكون مع المعاداة والمحاربة: إما على الملك، وإما على الدين (١٠) .

وتجد الملوك ونحوهم من الرؤساء، وإن تباعدت ديارهم وممالكهم بينهم مناسبة تورث مشابهة ورعاية من بعضهم لبعض، وهذا كله موجب الطباع ومقتضاه. إلا أن يمنع من ذلك دين أو غرض خاص.


(١) في المطبوعة زاد: من الاعتبار. كعادته.
(٢) في (ج د) : وصحبه.
(٣) في المطبوعة زاد: والموالاة.
(٤) لو: سقطت من (أ) .
(٥) في (ج د) : المركب.
(٦) في (ج) : تجد بين أرباب.
(٧) في (ج د) زيادة بعد الصناعات وهي: أكثر مما بين غيرها وكذلك نجد أرباب الصناعات الدنيوية. . إلخ. وهو تكرار من النساخ.
(٨) بعضًا: سقطت من (ج د) .
(٩) في (ج د) : يألفه.
(١٠) في المطبوعة: وكذلك تجد.

<<  <  ج: ص:  >  >>