للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم إنه سبحانه بعثه بدين الإسلام، الذي هو الصراط المستقيم، وفرض على الخلق أن يسألوه هدايته كل يوم (١) في صلاتهم (٢) ووصفه بأنه صراط الذين أنعم (٣) عليهم، من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، غير المغضوب عليهم ولا الضالين (٤) .

قال عدي بن حاتم (٥) رضي الله عنه: «أتيت رسول (٦) الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد، فقال القوم: هذا عدي بن حاتم. وجئت بغير أمان ولا كتاب، فلما دفعت إليه أخذ بيدي، وقد كان (٧) قال قبل ذلك: " إني لأرجو أن يجعل الله يده بيدي " قال: فلقيته امرأة وصبي معها فقالا: إن لنا إليك حاجة. فقام معهما حتى قضى حاجتهما، ثم أخذ بيدي، حتى أتى بي داره، فألقت له الوليدة (٨) وسادة، فجلس عليها، وجلست بين يديه. فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " ما يفرّك (٩) . أيفرّك (١٠) أن تقول لا إله إلا الله؟ فهل تعلم من إله سوى الله؟ قال:


(١) في المطبوعة: كل يوم مرارا.
(٢) في (ب) في صلواتهم.
(٣) في (ج د) : أنعم الله عليهم.
(٤) في (د) : زاد: آمين.
(٥) هو الصحابي الجليل: عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي، ابن حاتم الجواد المشهور بالكرم في الجاهلية، أسلم عدي سنة (٩هـ) ، وكان رئيس قومه في الجاهلية والإسلام، وممن ثبتوا على الإسلام يوم الردة، وشهد فتوح العراق وغيرها، ثم سكن الكوفة، وشهد صفين مع علي رضي الله عنهما. ومات سنة (٦٨ هـ) ، وعمره (١٢٠) سنة. انظر: الإصابة في تمييز الصحابة (٢ / ٤٦٨، ٤٦٩) ، (ت ٥٤٧٥) .
(٦) في (ب) : أتيت النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم.
(٧) كان: سقطت من المطبوعة.
(٨) الوليدة: الصبية أو الأمة، والجمع ولائد. انظر: مختار الصحاح باب الواو (ولد) .
(٩) أي ما يحملك على الفرار.
(١٠) أيفرك: لا توجد في نسخة الترمذي التي بين يدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>