للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه أنواع لا يمكن ضبطها (١) بخلاف الزمان، فإنه محصور. وهذا الضرب أقبح من الذي قبله، فإن هذا يشبه عباده الأوثان أو هو ذريعة إليها، أو نوع من عبادة الأوثان، إذ عباد الأوثان كانوا يقصدون بقعة بعينها لتمثال هناك أو غير تمثال، يعتقدون أن ذلك يقربهم إلى الله تعالى، وكانت الطواغيت الكبار التي تشد إليها الرحال ثلاثة: اللات، والعزى، ومناة الثالثة الأخرى. كما ذكر الله ذلك في كتابه (٢) حيث يقول: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى - وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى - أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى - تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [النجم: ١٩ - ٢٢] (٣) .

كل واحد من هذه الثلاثة (٤) لمصر من أمصار العرب. والأمصار التي كانت من ناحية الحرم، ومواقيت الحج ثلاثة: مكة، والمدينة، والطائف.

فكانت اللات: لأهل الطائف، ذكروا أنه كان في الأصل رجلا صالحا، يلت السويق للحجيج، فلما مات عكفوا على قبره مدة، ثم اتخذوا تمثاله (٥) ثم بنوا عليه بنية سموها: بيت الربة. وقصتها معروفة، لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم لهدمها لما (٦) افتتحت الطائف (٧) بعد فتح مكة (٨) سنة تسع من الهجرة.

وأما العزى: فكانت (٩) لأهل مكة قريبا من عرفات، وكانت هناك شجرة


(١) في (ب) : وهذا نوع لا يمكن ضبطه.
(٢) في (ب) : في كتابه العزيز.
(٣) سورة النجم: الآيات ١٩- ٢٢.
(٤) الثلاثة: ساقطة من (ط) .
(٥) في (ط) : تمثالا له.
(٦) في المطبوعة: لهدمها المغيرة بن شعبة لما افتتح الطائف، وهو زيادة توضيح مكان الهامش.
(٧) انظر: القصة في السيرة النبوية لابن كثير (٤ / ٦١) .
(٨) مكة: ساقطة من (ط) .
(٩) في (ب ط) : وكانت.

<<  <  ج: ص:  >  >>