للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم» (١) " (٢) وهذا إسناد حسن، فإن رواته كلهم ثقات مشاهير، لكن عبد الله بن نافع الصائغ الفقيه المدني صاحب مالك فيه لين لا يقدح في حديثه. قال يحيى بن معين: هو ثقة. وحسبك بابن معين موثقا. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وقال أبو حاتم الرازي: ليس بالحافظ، وهو لين (٣) تعرف (٤) حفظه وتنكر (٥) . فإن هذه العبارات منهم تنزل حديثه من مرتبة الصحيح إلى مرتبة الحسن، إذ لا خلاف في عدالته وفقهه، وأن الغالب عليه الضبط، لكن قد يغلط أحيانا، ثم هذا الحديث مما يعرف من حفظه، ليس مما ينكر، لأنه سنة مدنية (٦) وهو محتاج إليها في فقهه، ومثل هذا يضبطه الفقيه. وللحديث شواهد من غير طريقه، فإن هذا الحديث روي من جهات أخرى (٧) فما بقي منكرا. وكل جملة من هذا الحديث رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد معروفة، وإنما الغرض هنا النهي عن اتخاذه عيدا.


(١) في (أ) وفي المطبوعة: حيثما كنتم. وفي (ط) : حيث كنت، وفي أبي داود كما أثبته.
(٢) سنن أبي داود، كتاب المناسك، باب زيارة القبور، الحديث رقم (٢٠٤٢) ، (٢ / ٥٣٤) ، وأخرجه أحمد في المسند (٢ / ٣٦٧) .
(٣) في المطبوعة: هو لين الحديث.
(٤) في (ب) وفي المطبوعة: يعرف حديثه وينكر.
(٥) انظر: تهذيب التهذيب (٦ / ٥١ - ٥٢) ، ترجمة عبد الله بن نافع الصائغ رقم (٩٨) . وانظر أيضا: الجرح والتعديل (٥ / ١٨٣ - ١٨٤) ترجمة عبد الله بن نافع الصائغ رقم (٨٥٦) .
(٦) أي من السنن التي تفعل بالمدينة، أو المعروفة عند أهل المدينة.
(٧) فقد أخرجه أحمد في المسند (٢ / ٣٦٧) ، كما سيذكر المؤلف من طرق الحديث ما فيه كفاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>