للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن رأى طفلًا يبكي بكاء شديدًا، فألقمته أمه الثدي فسكن، علم يقينًا أن سكونه (١) كان لأجل اللبن (٢) .

والاحتمالات، وإن تطرقت إلى النوع، فإنها قد لا تتطرق إلى الشخص المعين. وكذلك الأدعية، فإن المؤمن يدعو بدعاء فيرى المدعو بعينه مع عدم الأسباب المقتضية له، أو يفعل فعلًا كذلك فيجده كذلك (٣) كالعلاء بن الحضرمي رضي الله عنه لما قال: يا عليم، يا حليم، يا علي، يا عظيم، اسقنا، فمطروا في يوم شديد الحر، مطرًا لم يجاوز عسكرهم (٤) . وقال: احملنا فمشوا على النهر الكبير مشيًا لم يبل أسافل أقدام دوابهم (٥) وأيوب السختياني (٦) لما ركض الجبل لصاحبه ركضة، نبعت له عين ماء فشرب، ثم غارت (٧) .

فدعاء الله وحده لا شريك له، دل الوحي المنزل، والعقول الصحيحة على فائدته ومنفعته، ثم التجارب التي لا يحصي عددها إلا الله. فتجد أكثر المؤمنين قد دعوا الله وسألوه أشياء أسبابها منتفية (٨) في حقهم، فأحدث الله لهم


(١) كذا في (ج د) : سكونه. وفي بقية النسخ: سكوته.
(٢) أي السبب: رضاعه من اللبن. وفي المطبوعة: قال: كان لأجل ارتضاعه اللبن. وهو تفسير للعبارة.
(٣) كذلك: ساقطة من (أط) .
(٤) ساق ابن كثير هذه القصة مسندة من عدة طرق عن أناس من الصحابة وغيرهم شهدوا هذه الواقعة، منهم: أنس بن مالك. انظر: البداية والنهاية (٦ / ٢٥٩، ٢٦٠) .
(٥) نفس المرجع السابق.
(٦) هو: أيوب بن أبي تيمية، كيسان السختياني، أبو بكر البصري، ثقة ثبت حجة، من كبار الفقهاء العباد. توفي سنة (١٣١ هـ) ، وأخرجه له الستة.
انظر: تقريب التهذيب (١ / ٨٩) ، (ت ٦٨٨) .
(٧) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣ / ٥) .
(٨) في (ط) : منفعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>