للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند القبر خاصة، فليس عليه أحد من أهل العلم المعروفين، بل الناس على قولين:

أحدهما: أن ثواب العبادات البدنية: من الصلاة والقراءة وغيرهما، يصل إلى الميت، كما يصل إليه ثواب العبادات المالية (١) بالإجماع (٢) . وهذا مذهب أبي حنيفة وأحمد وغيرهما، وقول طائفة من أصحاب الشافعي، ومالك (٣) . وهو الصواب لأدلة كثيرة، ذكرناها في غير هذا الموضع (٤) .

والثاني: أن ثواب البدنية لا يصل إليه بحال، وهو المشهور عند أصحاب الشافعي (٥) ومالك. وما من أحد من هؤلاء (٦) يخص مكانا بالوصول (٧) أو عدمه، فأما استماع الميت للأصوات، من القراءة أو غيرها - فحق. لكن الميت ما بقي يثاب بعد الموت على عمل يعمله (٨) هو بعد الموت من استماع أو غيره، وإنما ينعم أو يعذب بما كان عمله (٩) هو، أو بما يُعمل عليه (١٠) بعد الموت من أثره، أو بما يعامل به. كما قد اختلف في تعذيبه بالنياحة عليه،


(١) كالصدقة.
(٢) انظر: المغني والشرح الكبير (٢ / ٢٤٢ - ٤٣٠) في المغني. وانظر: (الأم) للشافعي (٤ / ١٢٠) .
(٣) نفس المصدر السابق.
(٤) انظر: مجموع الفتاوى للمؤلف (٢٤ / ٣٠٩، ٣١٣) و (ص ٣٦٦، ٣٦٧) ، وسيفصله المؤلف بعد قليل.
(٥) انظر: (الأم) للشافعي (٤ / ١٢٠) .
(٦) في (ب ط) : من يخص.
(٧) في (ط) : بالصول.
(٨) في (ب) : وهو.
(٩) في المطبوعة: قد عمله في حياته هو.
(١٠) في المطبوعة: يعمل غيره عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>