للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذكره ودعائه، ما يكون هو أحب إليه وأعظم قدرا عنده من تلك الحاجة التي همته. وهذا من رحمة الله بعباده، يسوقهم (١) بالحاجات الدنيوية إلى المقاصد العلية الدينية.

وقد يفعل العبد ما أمر به ابتداء لأجل العبادة لله، والطاعة له، ولما عنده من محبته والإنابة إليه، وخشيته، وامتثال أمره، وإن كان (٢) ذلك يتضمن حصول الرزق والنصر والعافية، وقد قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: ٦٠] (٣) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أهل السنن أبو داود وغيره: «الدعاء هو العبادة» ، ثم قرأ قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: ٦٠] (٤) . وقد فسر هذا الحديث مع القرآن بكلا النوعين: " ادعوني " أي اعبدوني وأطيعوا أمري؛ أستجيب دعاءكم. وقيل: سلوني أعطكم، وكلا المعنيين (٥) حق (٦) .

وفي الصحيحين في قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النزول: «ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له. حتى يطلع


(١) في (أ) : يشوقهم.
(٢) كان: سقط من (أ) .
(٣) سورة غافر: من الآية ٦٠.
(٤) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب الدعاء، الحديث رقم (١٤٧٩) ، (٢ / ١٦١) ؛ والترمذي في كتاب الدعاء، باب ما جاء في فضل الدعاء، الحديث رقم (٣٣٧٢) ، وقال: " هذا حديث صحيح" (٥ / ٤٥٦) ؛ وابن ماجه في كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء، الحديث رقم (٣٨٢٨) ، ٢ / ١٢٥٨) .
(٥) في المطبوعة: النوعين.
(٦) انظر: (فتح القدير) للشوكاني (٤ / ٤٩٨) ؛ وتفسير ابن جرير (٢ / ٩٣، ٩٤) ، (٢٤ / ٥١، ٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>