للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد (١) نبي الرحمة " أي: بدعائه وشفاعته، كما قال عمر: " كنا نتوسل إليك بنبينا " فلفظ التوسل والتوجه في الحديثين بمعنى واحد، ثم قال: " يا محمد، يا رسول الله، إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها، اللهم فشفعه في (٢) فطلب (٣) من الله أن يشفع فيه نبيه، وقوله: " يا محمد يا نبي الله " هذا وأمثاله نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب، فيخاطب الشهود (٤) بالقلب: كما يقول المصلي: " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " والإنسان يفعل مثل هذا كثيرا، يخاطب من يتصوره في نفسه، وإن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب.

فلفظ التوسل بالشخص، والتوجه به، والسؤال به، فيه إجمال واشتراك، غلط بسببه من لم يفهم مقصود الصحابة، يراد به التسبب به لكونه داعيا وشافعا مثلا، أو لكون الداعي مجيبا له، مطيعا لأمره، مقتديا به، فيكون التسبب: إما لمحبة السائل له واتباعه له، وإما بدعاء الوسيلة وشفاعته، ويراد به الإقسام به والتوسل بذاته، فلا يكون التوسل لا لشيء منه، ولا شيء من السائل (٥) بل بذاته (٦) أو بمجرد الإقسام به على الله.

فهذا الثاني هو الذي كرهوه ونهوا عنه وكذلك لفظ السؤال بشيء (٧) قد


(١) في (ب) : زاد: أي بدعاء نبيك. محمد: سقطت من (ب ط) .
(٢) الحديث مر (ص ٣٠٩) من هذا الجزء.
(٣) في (ب) : وطلب.
(٤) في (ج د) : المشهود. وفي المطبوعة: لشهوده.
(٥) في (أ) : المسايل.
(٦) في (أ٩: بل بذاته لمجرد الإقسام.
(٧) بشيء: سقطت من (أج د) .

<<  <  ج: ص:  >  >>