للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«صلاة في مسجدي هذا خير من ألف (١) صلاة فيما، سواه إلا المسجد الحرام» (٢) والآخر هو المسجد الذي أوجب الله حجه والطواف فيه، وجعله قبلة لعباده المؤمنين. ومع هذا، فليس فيهما يقبل بالفم ولا يستلم باليد، إلا ما جعله الله في الأرض بمنزلة اليمين وهو الحجر الأسود، فكيف يكون في المسجد الأقصى (٣) ما يستلم أو يقبل؟

وكانت الصخرة مكشوفة، ولم يكن (٤) أحد من الصحابة، لا ولاتهم (٥) ولا علماؤهم يخصها (٦) بعبادة، وكانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان رضي الله عنهما، مع حكمهما على الشام. وكذلك في خلافة علي رضي الله عنه، وإن كان لم يحكم عليها ثم كذلك في إمارة معاوية، وابنه، وابن ابنه.

فلما كان في زمن عبد الملك وجرى بينه وبين ابن الزبير (٧) من الفتنة ما جرى، كان هو الذي بنى القبة على الصخرة، وقد قيل: إن الناس كانوا يقصدون الحج فيجتمعون بابن الزبير، أو يقصدونه بحجة الحج، فعظم عبد الملك شأن الصخرة، بما بناه عليها من القبة، وجعل عليها من الكسوة في


(١) في (أط) : خير من الصلاة فيما سواه.
(٢) الحديث مر تخريجه. انظر: فهرس الأحاديث.
(٣) الأقصى: ساقطة من (ط) .
(٤) في (ط) : ولك يعتز بها أحد من الصحابة.
(٥) لا ولاتهم: ساقطة من (ج د) .
(٦) في (ب) : يخصونها.
(٧) هو عبد الله بن الزبير بن العوام، ولد عام الهجرة، وهو أحد العباد، ويعد من شجعان الصحابة، بويع له بالخلافة سنة (٦٤هـ) عقب موت يزيد بن معاوية، ومكث خليفة في الحجاز حتى قتله الحجاج بمكة سنة (٧٣هـ) .
انظر: الإصابة (٢ / ٣٠٩- ٣١١) ، (ت ٤٦٨٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>