للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: ٣١] (١) وكان من إشراكهم بهم: أنهم أحلوا لهم الحرام فأطاعوهم (٢) وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم.

وقد قال تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: ٢٩] (٣) فقرن بعدم إيمانهم بالله واليوم (٤) الآخر: أنهم لا يحرمون ما حرمه الله (٥) ورسوله، ولا يدينون دين الحق.

والمؤمنون صدقوا الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما أخبر به (٦) عن الله، وعن اليوم الآخر، فآمنوا بالله واليوم الآخر (٧) وأطاعوه فيما أمر ونهى، وحلل وحرم، فحرموا ما حرم الله ورسوله، ودانوا دين الحق، فإن الله بعث الرسول يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، فأمرهم بكل معروف، ونهاهم عن كل منكر، وأحل لهم كل طيب، وحرم عليهم كل خبيث.

ولفظ الإسلام: يتضمن الاستسلام والانقياد، ويتضمن الإخلاص، (٨) من


(١) سورة التوبة: الآية ٣١.
(٢) في (ط) : فأضلوهم، وفي (أ) : فأخلوه، وهو تحريف من النساخ.
(٣) سورة التوبة: الآية ٢٩.
(٤) في (أط) : وباليوم.
(٥) في (أ) : ما حرمه الرسول، وفي (ط) : ما حرمه الله والرسول.
(٦) ما بين الرقمين ساقط من (ج د) ، ووضع بدله: في باب الإيمان بالله واليوم الآخر.
(٧) ما بين الرقمين ساقط من (ج د) ، ووضع بدله: في باب الإيمان بالله واليوم الآخر.
(٨) في المطبوعة: مأخوذ من قوله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>