للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعدل (١) الشيء -بالفتح- يكون: ما سواه، من غير جنسه، كما قال تعالى: {أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا} [المائدة: ٩٥] (٢) وذلك يقتضي: أن له من الثواب ما يساوي الثلث في القدر، ولا يكون مثله في الصفة، كمن معه ألف دينار وآخر معه ما يعدلها من الفضة والنحاس وغيرهما.

ولهذا يحتاج إلى سائر القرآن، ولا تغني عنه هذه السورة مطلقا، كما يحتاج من معه نوع من المال إلى سائر الأنواع، إذ كان العبد محتاجا إلى الأمر والنهي والقصص.

وسورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: ١] فيها التوحيد القولي العملي، الذي تدل عليه الأسماء والصفات، ولهذا قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ - اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص: ١ - ٢]

وقد بسطنا الكلام عليها في غير هذا الموضع (٣) .

وسورة: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: ١] فيها التوحيد القصدي العملي، كما قال تعالى {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ - لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} [الكافرون: ١ - ٢] وبهذا (٤) يتميز من يعبد الله ممن يعبد غيره وإن كان كلاهما (٥) يقر بأن الله رب كل شيء (٦) ويتميز


(١) في (أ) : وهذا الشيء.
(٢) سورة المائدة: من الآية٩٥.
(٣) للمؤلف رسالة مستقلة في تفسير سورة الإخلاص.
(٤) في (أ) : ولهذا.
(٥) في المطبوعة: كل واحد منهما.
(٦) في المطبوعة: ومليكه.

<<  <  ج: ص:  >  >>