كا- في صورة الأرض والسماء على الوجوه الملّيّة التي ترجع إلى الأخبار والروايات السمعيّة
إن القوم الذين وقعت الإشارة إليهم في ترجمة الباب قد ذهبوا في الأرضين إلى أنّها سبع طباق واحدة فوق الأخرى وفي تقسيم علياها إلى التسبيع، لا على ما يذهب إليه المنجّمون عندنا من الأقاليم أو الفرس من «الكشورات» ونريد بعد أن نورد تصريح أقاويلهم المستخرج من جهة أرباب شرائعهم أن ينتصب للإنصاف فإن لاح لنا فيه شيء أو اتّفاق مع غيرهم وإن لم يصيبوا فيه معا قرّرناه لا على وجه الذبّ عنهم بل قصدا لإذكاء الطباع لمطالعها «١» ؛ ولم يختلفوا في عدد الأرضين ولا في عدد أقسام العليا وإنّما اختلفوا في أساميها وفي ترتيب الأسامي فربّما أحمل ذلك الاختلاف على سعة اللغة فإنّهم يسمّون الشيء الواحد بأسماء كثيرة جدّا والمثال بالشمس فإنّهم سمّوها بألف اسم على ما ذكروا كتسمية العرب الأسد بقريب من ذلك بعضها مقتضبة اقتضابا «٢» وبعضها مشتقّة من الأحوال المتغايرة «٢» فيه أو الأفعال الصادرة، وهم ومن شابههم يتبجحون بذلك وهو من أعظم معايب اللغة فموضوعها إيقاع اسم على كلّ واحد من الموجودات وآثارها بمواطأة بين نفر يعرف بها بعضهم عن بعض غرضه عند إظهار ذلك الاسم بالنطق، فإذا كان الاسم الواحد بعينه واقعا على عدّة مسمّيات دلّ على ضيق اللغة وأحوج السامع إلى سؤال