قد ذكرنا الأيّام القمريّة المسمّاة «تت» وأنّ كلّ واحد منها اصغر مقدارا من الطلوعي فإنّ الشهر القمريّ بها ثلاثون وبالطلوعيّة ارجح قليلا من تسعة وعشرين ونصف، وكما انّها سمّيت أيّاما كذلك سمى النصف الأول من كل واحد نهارا لها والأخير ليلا ولكل واحد اسم وجملتها «كرن» ، فمن تلك الأسامي ما يجيء مرّة ولا يعود وهي حول الاجتماع وعددها اربعة وتسمّى «ثابتة» من جهة انّها لا تكون في الشهر إلّا مرّة واحدة ومن جهة انّ مواقعها لا تختلف بنهار وليل، ومنها ما يدور ويجيء في الشهر ثماني مرّات وتسمّى «متحرّكة» بسبب دورانها وبسبب انّ كلّ واحد منها يجيء بالنهار وبالليل معا، وعددها سبعة واخيرها السابع هو النحس الذي يفزّع به الصبيان ويشيّب باسمه الولدان؛ وقد استقصينا امرها في غير هذا الكتاب، ولا يخلو كتاب حسابيّ للهند عن ذكرها، فإن اردت معرفتها فقدّم معرفة الأيّام القمريّة وموقع الوقت المفروض منها وهو ان ينقص مقوّم الشمس من مقوّم القمر، فيبقى البعد بينهما فإن كان اقلّ من ستّة بروج فأنت في النصف الأبيض وإن كان أكثر فأنت في الأسود، ثمّ جنّسه دقائق واقسمها على ٧٢٠، فيخرج «تتّ» وهي الأيّام التامّة القمريّة، وما بقي فاضربه في ستّين واقسم ما بلغ على البهت المعدّل، فيخرج «كهري» وما يتبعها ماضية من اليوم المنكسر، وهذا على ما في زيجاتهم، وواجب في البعد بين المقوّمين ان يقسم ايضا على البهت المعدّل، إلّا انّ ذلك يمتنع فيما كثر من الأيّام، ولهذا قسم على