أمّا أنّ كاسف القمر هو ظلّ الأرض وكاسف الشمس هو القمر، فقد تحقّقه منجّموهم وعليه بنوا في الزيجات وغيرها حساباتهم، وقال «براهمهر» في كتاب «سنكهت» : أنّ بعض العلماء زعم أنّ الرأس كان من جملة «ديت» وأمّه «سنكهك» ، وأنّ الملائكة لمّا استخرجوا الهناءة من البحر سألوا «بشن» توزيعها بينهم، ففعل وجاء الرأس متشبّها بالملائكة في الصورة وداخلهم، ولمّا ناوله بشن بالقسم من الهناءة تناوله وشربه، وعرف بشن أمره فضربه بالجكر المستدير وحزّ رأسه، فبقي الرأس حيّا بسبب الهناءة التي في الفم ومات البدن اذ لم يكن بلغته ولا انتشرت «١» فيه قوّتها «١» ، فتضرّع الرأس قائلا بأيّ ذنب فعل بي هذا؟ فعوّض بالرفع الى السماء وتصييره من جملة أهلها، وقال بعضهم أنّ للرأس جرما كما للنيّرين إلّا أنّه أسود مظلم فلذلك لا يرى في السماء، وقد أمره «براهم» الأب الأوّل ان لا يظهر في السماء أصلا إلّا في وقت الكسوف، وقال بعض أنّ له رأسا كرأس الحيّة وذنبا كذنبها، وقال آخرون أنّه لا جرم له سوى هذا السواد الذي يرى؛ ولمّا فرغ «براهمهر» عن حكايات الخرافات قال: لو كان للرأس جرم لكان فعله بالمماسّة وقد نجده يكسف بالبعد اذا كان بينه وبين القمر ستّة بروج، وليس