انّ العالم معمور بالحرث والنسل، وكلاهما «١» متزايدان على الأيّام والتزايد غير محدود والعالم محدود، ومهما ترك التزايد ووتيرته في نوع واحد من النبات والحيوان وكلّ منهما لا يكون ولا يفسد مرّة ولكنّه يولد مثله بل امثاله مرّات استولت نوع شجرة واحدة او نوع حيوان واحد على الأرض ما وجد للانتشار والنشر موضعا، والزرّاع يتنقّى زرعه فيترك فيه ما يحتاج اليه ويقلع ما عداه، والناطور يترك من الأغصان ما يعرف فيه النجابة ويقلم ما سواه، بل النحل يقتل من جنسه من يأكل ولا يعمل في كوّارته، والطبيعة تفعل كذلك ولكنّها لا تميّز لأنّ فعلها واحد، فنفسد من الشجر ورقها وثمرها وتمنعها عن الفعل المعدّ لها فتزيحها، كذلك الدنيا اذا فسدت بكثرة او كادت ولها مدبر وعنايته بالكلّيّة في كلّ جزء منها موجودة فإنّه يرسل اليها من يقلّل الكثرة ويحسم موادّ الشرّة؛ ومن ذلك على ما يزعم الهند «باسديو» فإنّه ورد في المرّة الأخيرة على صورة الانس مسمّى بباسديو حين كثرت الجبابرة في الأرض وامتلأت من الظلم حتى كانت تميد من الكثرة وترتجّ من شدّة الوطأة، فولد ببلد «ماهوره» لبسديو من اخت «كنس» واليه حينئذ، وهم من جنس «جتّ» اصحاب المواشي وطيئه «شودر» ، وكان عرف كنس انّ هلاكه من جهته بنداء سمعه وقت عرس اخته فوكلّ بها من يحمل اليه