«بيذ» تفسيره العلم لما ليس بمعلوم، وهو كلام نسبوه إلى الله تعالى من فم «براهم» ويتلوه «البراهمة» تلاوة من غير أن يفهموا تفسيره ويتعلّمونه كذلك فيما بينهم يأخذه «١» بعضهم من بعض ثمّ لا يتعلّم تفسيره إلّا قليل منهم وأقلّ من ذلك من يتصرّف في معانيه وتأويلاته على وجه النظر والجدل؛ ويعلّمونه «كشتر» فيتعلّمه من غير أن يطلق له تعليمه ولو لبرهمن، ثم لا يحلّ لبيش ولا لشودر أن يسمعاه فضلا عن أن يتلفّظا به ويقرآه وإن صحّ ذلك على أحدهما دفعته البراهمة إلى الوالي فعاقبه بقطع اللسان؛ ويتضمّن بيذ الأوامر والنواهي والترغيب والترهيب بالتحديد والتعيين والثواب والعقاب، ومعظمه على التسابيح وقرابين النار بأنواعها التي لا تكاد تحصى كثرة وعسرة؛ ولا يجوّزون كتبته لأنّه مقروء بألحان فيتحرّجون عن عجز القلم وإيقاعه زيادة أو نقصانا في المكتوب ولهذا فاتهم مرارا فإنّهم يزعمون أنّ في مخاطبات الله تعالى مع براهم في المبدإ على ما حكاه «شونك» ناقله كوكب الزهرة عنه: إنّك ستنسى «بيذ» في الوقت الذي يغرق فيه الأرض فيذهب إلى أسفلها ولا يتمكّن من إخراجه غير السمكة فأرسلها حتى يسلّمه إليك وأرسل الخنزير حتى يرفع الأرض بأنيابه ويخرجها من الماء؛ ويزعمون أيضا أنّ