ناراين عندهم قوّة من القوى العالية غير قاصدة الإصلاح بالأصلح ولا الافساد بالفساد وإنّما هي دافعة للفساد والشرّ بما أمكن، والصلاح عندها مقدّم على الفساد فإن لم يطّرد ولم يمكن فبالفساد الذي لا بدّ منه، كفارس توسّط زرعا، فإنّه إذا راجع نفسه وتخرّج ورام الخروج من رداءة فعله لم يتمكّن من مرامه إلّا بصرف الدابّة الى الوراء والخروج من حيث دخل وفي خروجه من الفساد مثل ما كان في دخوله وأكثر ولا وجه للتلافي غير ذلك، ولا يميّزون بينها وبين العلّة الأولى، وقد يكون لها في العالم حلول بشبه أهله من التجسّم والتبدّن والتلوّن اذ لا يمكن غير ذلك؛ فمن مرّات مجيئه عند انقضاء «منّنتر» الأوّل لانتزاع رئاسة العوالم من «بالكل» الذي سمّا لها وأراد تناولها، فإنّه جاء وسلّمها الى «شتكرت» الذي يتمّ القرابين مائة وجعله اندرا، ومنها مجيئه عند انقضاء المنّنتر السادس التي فيها دمّر على الملك «بل بن بيروجن» الذي استوزر الزهرة وملك الدنيا، فإنّه لمّا سمع من أمّه فضل أيّام أبيه على أيّامه اذ كان الى أوّل «كريتاجوك»«١» أقرب والناس في الراحة أغرق ومن التعب أبعد هزّته الهمّة على التنافس في ذلك، فأخذ في أعمال البرّ وبثّ الأعطية وتفريق الأموال وتقريب