للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالحركة الثانية وإن كان فمتى يجوّز لهم الخصم تحرّك شيء واحد إلى جهتين مختلفتين حركتين بالذات؟ ونحن نذكر ما وقع إلينا «١» من جهتهم لا لإفادة فلا فائدة فيها، فقد قيل في «مج بران» : إنّ الشمس والكواكب تمرّ نحو الجنوب في سرعة السهم، تدور حول ميرو، ودوران الشمس على مثال خشبة ملتهبة الطرف إذا أسرعت إدارتها، وهي لا تغيب في ذاتها وإنّما تخفى عن قوم دون آخرين من المدن الأربع التي في الجهات الأربع من الجبل، وهي تدور حوله عن شمال جبل «لوكالوك» لا تجاوزه ولا تنير جانبه الجنوبيّ، وخفاؤها بالليل لبعدها، وقد يراها الإنسان من ألوف «جوزن» ثمّ يخفيها عنه شيء صغير إذا كان الشيء قريبا من العين. فإذا سامتت الشمس «بشكرديب» «٢» تحرّكت في ثلاثة أخماس ساعة جزءا من ثلاثين من الأرض فيكون لهذه المدّة أحد وعشرون «٣» لكشا وخمسون «٤» ألف جوزن وذلك ٢١٥٠٠٠٠، ثمّ تميل إلى الشمال فيصير مسيرها ثلاثة أضعاف ما كانت ولذلك يطول النهار، ودوران الشمس في اليوم الجنوبيّ تسعة «كورتي» وعشرة آلاف «٥» وخمسة وأربعون «٦» جوزن، فإذا عادت إلى الشمال ودارت على «كشير» أي البحر اللبنيّ كان يومه ثلاثة كورتي وأحدا وعشرين «لكش» ؛ فانظر إلى اضطراب هذه الأقاويل في الموضوع، لأنّ قوله في مرور الكواكب: إنّها تسرع كالسهم وإن كان على وجه المبالغة في الصفة للفهم العامّيّ فإنّ الجنوب لا تختصّ بها دون الشمال، وإذا كانت لها في الجهتين غايتان للتردّد وتساوي زمان مرورها من الغاية الجنوبيّة إلى الغاية الشماليّة زمان مرورها بينهما بالعكس كان مرورها إلى الشمال أيضا في سرعة السهم، ولكنّ ذلك دليل على اعتقاده في

<<  <   >  >>