وقد سمّى «براهمهر» كلّ قسم في «نوكند»«برك» ، قال: وبها ينقسم «بهارث برش» أي نصف الدنيا بتسعة أقسام أوّلها الواسطة ثمّ المشرق ثمّ يمرّ نحو الجنوب ويدور كلّ الأفق، ويدلّ على أنّه قصد أرض الهند وحدها قوله: إنّ لكلّ برك ناحية يقتل ملكها إذا حلّتها النحوس، فللأوّل الذي هو الواسطة ناحية «پانجال» وللثاني «مكد» وللثالث «كلنك» وللرابع «أفنت» وهو «أوجين «١» » وللخامس «أننت» وللسادس السند و «سوبير «٢» » وللسابع «هارهور» وللثامن «مدر» وللتاسع «كولند» ، وهذه كلّها نواحي أرض الهند دون غيرها، فأمّا أسماء البلاد فأكثرها غير ما تعرف به الآن، وقد فسّر «أوپل» الكشميريّ كتاب «سنكهت» فقال في هذا الباب: إنّ أسماء البلاد تتغيّر وخاصّة في الجوكات فإنّ «مولتان» كانت تسمّى «كاشّب پور» ثمّ سمّيت «هنس پور» ثمّ «بك «٣» پور» ثمّ «سانب پور» ثمّ «مولستان» أي الموضع الأصليّ فإنّ «مول» هو الأصل و «تان» هو الموضع، وأمر الجوك مديد الزمان ولكنّ الأسماء سريعة التغيّر عند استيلاء قوم على الموضع غرباء مخالفي اللغة فإنّ ألسنهم ربّما تتلجلج فيها فيحيلونها إلى لغتهم كعادة اليونانيّين ويأخذون بالمعنى فتتغاير الأسامي ألا ترى أنّ الشاش هو مأخوذ من أسمه بالتركيّة وهو «تاش كند» أي قرية الحجارة وهكذا اسمه في كتاب جاوغرافيا «برج الحجارة» فهكذا تختلف إذا عبّروا عنها بمعانيها أو يقلبونها إلى ما يسهل عليهم من الحروف والألفاظ كفعل العرب في تعريب الأسامي فتصير ممسوخة مثل «پوشنك «٤» » في كتبهم إيّاها «فوسنج» ومثل «سكلكند» فإنّه في دواوينهم «فارفز» ، وما أبعد الأمر وأطمّ بل قد نجد اللغة الواحدة بعينها في أمّة واحدة بعينها تتغيّر فيصير فيها أشياء غريبة لا يفهمها إلّا الشاذّ وذلك في سنين بسيرة ومن غير أن يعرض لهم شيء يوجب ذلك، على أنّ الهند يقصدون تكثير الأسامي واستعمال الاشتقاق فيها ويفتخرون بها، فأمّا ما ذكر في «باج پران» من أسامي