وقلعة «روهيتك» بالقرب من حدود المولتان وهي الآن خربة، ويمرّ على «كركيتر» وهي برّيّة «تانيشر» في واسطة ممالكهم وعلى نهر «جمن» الذي عليه بلد «ماهوره» وعلى «هممنت» الجبال التي تدوم الثلوج عليها وخروج أنهارهم منها، ووراء ذلك جبل ميرو ومدينة اوجين» «١» وهي التي تذكر في جداول البلدان «ازين» على البحر وإنّما بينها وبين الساحل قريب من مائة جوزن، وليس أيضا كما ظنّه من لا يميز من منجّمينا انّها على نصف الشبورقان التي هي من كور الجوزجان فإنّها شرقيّة عن هذه الكورة بأزمنة من معدّل النهار كثيرة، وإنما يختلط أمرها عند من يخلّط الآراء المختلفة في مبادئ طول المعمورة في جهتي المشرق والمغرب ولا يهتدي لتمييزها؛ ولم يخبرنا أحد ممّن جال البحر حول الموضع المشار إليه لهذه القلعة وسافر على سمته بخبر منها يطابق أخبارهم أو يشابهها حتى تصير بالسمع أقرب الى الإمكان، بل يخيّل إلىّ من اسم «لنك»«٢» شيء آخر وهو أنّ القرنفل يسمّى «لونك» بسبب أنّه يجلب من أرض تسمّى لنك» والمتّفق عليه عند البحريّين أن المراكب تجهّز إليها ثمّ يحمل في القوارب ما اعدّ لها من الدنانير المغربيّة العتق ومن السلع كالفوط والملح وما جرى به الرسم ويصبّ في الساحل على أنطاع مكتوب عليها اسماء أربابها ويتنحّى عنها نحو المراكب فإذا كان كالغد وجد القرنفل على الأنطاع بدل الأثمان بحسب سعته عندهم بالكثرة وضيقه بالقلة، فيقال: إنّ هذه المبايعة مع الجنّ ويقال مع اناس متوحّشين؛ ويعتقد الهند المقاربون لتلك البقاع في الجدريّ أنّها ريح تنزعج من جزيرة لنك نحو البلاد لاستلاب الأرواح، وحكى أنّ منهم من ينذر بانزعاجها قبل كونه ثمّ يوقّت بلوغها بقعة بعد بقعة، وإذا ظهر الجدريّ عرفوا بعلامات لها كيفيّتها أسليمة هي أم مهلكة واحتالوا للمهلكة حتى تفسد عضوا واحدا بدل الروح ويتداوون منها بالقرنفل سقيا