ولذلك يكون ليلا له، فإذا انتقلت الشمس الى البروج الجنوبيّة دارت رحاويّة تحت الأفق فكان ليلا لمن تحت القطب الشماليّ ونهارا لمن تحت القطب الجنوبيّ، وتحت كلى القطبين مساكن «ديبك» أي الروحانيّين فنسب اليوم اليهم، قال «آرجبهد» الكسمبوريّ «١» : انّ «ديو» يرون نصف سنة الشمس و «دانب» يرون نصفها الآخر و «بترين» يرون نصف شهر القمر والناس يرون نصف الآخر، فقد اشتملت دورة الشمس في فلك البروج على نهار وليل لكلّ واحد من ديو ودانب ومجموعهما يوم، فسنتنا اذن هي يوم «دب» وليس نهاره بمسا ولليله من جهة انّ الشمس تبطئ في النصف الشماليّ الميل حوالي اوجها فيكون النهار اوفر مقدارا، وليس يكافئه ما بين الأفق الحسّيّ وبين الأفق الحقيقيّ من التفاوت فإنّه في كرة الشمس غير محسوس به، وأيضا فإنّ سكّان ذلك الموضع عندهم مرتفعون عن وجه الأرض لأنّهم في جبل «ميرو» ، والمعتقد لهذا الرأي يعتقد في علوّ هذا الجبل ما هو مذكور في موضعه وذلك العلوّ يوجب للأفق مقدارا من الانحطاط يتضاعف به زيادة النهار على الليل، ولولا انه خبر شرعيّ وغير متّفق عليه مع ذلك لاشتغلنا باستخراج ذلك المقدار الذي لا فائدة فيه: ومن عوامّ الهند من سمع ذكر النهار لهذا اليوم في الشمال والليل في الجنوب مع استعماله قسمي السنة بنصفي فلك البروج الصاعد من المنقلب الشتويّ منسوبا الى الشمال والهابط من المنقلب الصيفيّ منسوبا الى الجنوب فجعل نهار هذا اليوم في النصف الصاعد وليله في النصف الهابط وخلده في الكتب، ومثل صاحب «بشن دهرم» فإنّه قال:
انّ النصف الذي أوّله الجدي وهو نهار «آسر» وهم «دانب» وأوّل ليلهم برج السرطان بعد ان قال: انّ النصف الذي من اوّل الحمل نهار «ديو» ولم يفطن لأنّه لا يعرض عند القطبين سوى التبادل، لكنّ تحقيق العارف بالقصّة العالم بالهيئة يكون بمعزل عن هذه القضيّة، ويتلو يوم «دب براهم هوراتر» وهو يوم براهم،