أعمار لهم مبتدئة بالكون ومختتمة بالفساد والموت، والبارئ سبحانه يتعالى عنهما وكذلك الجواهر البسيطة فلذلك نقتصر على يومه ولا نتجاوزه؛ ثمّ نقول:
أنّ ما لا يكون ضروريّا فإن للاختلاف والتفريع الاصطلاحيّ اليه مساغ فيكثر فيه الأقاويل، فمنها ما يتّفق له نظام وقانون ومنها ما لا يكون ذلك له، ومن ذلك كلام وقع إليّ وقد أنسيت معدنه قال: انّ ثلاثا «١» وثلاثين ألف سنة من سني الناس تكون سنة لبنات نعش وستّا «٢» وثلاثين ألف سنة من سني الناس تكون سنة لبراهم وتسعا «٣» وتسعين ألف سنة من سني الناس تكون سنة للقطب، فأمّا سنة «براهم» فقد قال «باسديو» لأرجن «٤» في المعركة بين الصفّين أنّ يوم براهم هو كلپان، وفي «براهم سدّهاند» حكاية عن «بياس بن پراشر» وعن كتاب «سمرت» : انّ «كلب» نهار لديبك وهو براهم ومثله ليل له؛ فإذن هذا القول ظاهر البطلان، وإنّما الستّ والثلاثون ألف سنة مدّة دور الثوابت في فلك البروج دورة واحدة إذا كان قطعها كلّ درجة في مائة سنة وبنات نعش منها إلّا أنّهم من جهة الأخبار يميّزونها منها ويجعلون لها من الأرض بعدا مخالفا لبعدها فلذلك تختصّ بحالات غير حالاتها، فإن كان عنى بسنتها دورة لها فما أسرعها وأكذبها للوجود وليس للقطب دورة تجعل له سنة، وإنّما اتخيّل من ذلك أنّ قائله كان بعيدا جدّا عن العلوم ومتصدّرا في جملة النوكي وأنّه أضاف هذه السنين الى من ذكرهم على وجه التعظيم، فكان يجب أن يكثر العدد ليكون أبلغ في التفخيم.