الأديان، فيقلّ الأعمار وتصير «١» على ما في الكتاب المذكور اربع مائة سنة، وفي اوّل «تشى» الذي هو «كلجوك» يكون الشرّ ثلاثة اضعاف الباقي من الخير، وقد مرّ لهم في «تريت» ودوابر اخبار معروفة مثل «رام» الذي قتل «راون» ومثل «برش رام» البرهمن الذي قتل من ظفر به من كشتر اذ كان موتورا منهم بأبيه، وعندهم انّه حيّ في السماء وقد جاء احدى وعشرين مرّة وسيعود، ومثل حرب اولاد «باندو» مع اولاد «كورو» ؛ وأمّا في كلجوك فإنّ الشرّ يزداد الى ان يمخض في آخره بفناء الخير اصلا، وذلك وقت هلاك ساكني الأرض وعود النسل من اجتماع المتفرّقين في الجبال والمختفين في المغارات للعبادة هاربين من شياطين الانس الأشرار، ولهذا سمّي ذلك الوقت «كريتاجوك» اي الفراغ من الأعمال للذهاب، وفي خبر «شونك» ناقلة الزهرة من «براهم» انّ الله تعالى اسمعه قوله: اذا دخل كلجوك ارسلت «بدّهودن بن شدّهودن» الصالح لبثّ الخير في الخلق، فيبدّل «المحمّرة» المعتزون اليه ما اورد ويذهب قدر البراهمة من حينئذ حتى يجترئ عليهم «شودر» خادمهم ويقاسمهم و «جندال» الهبات والأعطية، وينصرف همم الناس الى الجمع من الجرام والادّخار لا يبالون باجتراح السيّئات فيها والآثام، وأوردهم ذلك الى عصيان الأصاغر اكابر هم والأولاد آباءهم والخدم مواليهم وأربابهم، ويتهارج الألوان حتى تفسد الأنساب وتبطل الطبقات الأربع وتكثر الأديان والمذاهب، والكتب المعمولة فيها كثرة يتفرّق بها الجماهير المجتمعة قبله على امر واحد اشخاصا افرادا ويهدم الديوهرات ويخرب المدارس، ويرتفع العدل حتى لا يعرف الملوك غير الظلم والهضم والأخذ والقصم كأنّهم يأكلون الناس أكلا مغترّين بالآمال الطوال غير معتبرين بقاصر الأعمار بحسب الأوزار واستيلاء الأوبية بقدر فساد النيّة، وزعموا انّ اكثر الحكم فيه على النجوم تخلف وتكذب؛ فأخذ ذلك «ماني» وقال: اعلموا انّ امور العالم قد تبدّلت وتغيّرت وكذلك الكهانة قد تغيّرت لتغيّر