حسد، يعيشون من الحرث ولا يسلكون البحر في تجارة او حرص، وهم على طبيعة في الصفاء كالذهب، فلمّا انتقلوا من تلك السيرة وصاروا غير حافظين للحقّ لم تعاشرهم العدل ولكنّها كانت تشاهدهم وتسكن الجبال، فإذا اتت محافلهم بكراهة هدّدتهم لأنّهم كانوا ينصتون لقولها كآبائهم ومن اجل ذلك لم تكن تظهر للذين يدعونها كما كانت تفعل اوّلا، فلمّا اتى الجنس النحاسيّ بعد الفضّي واشتبكت الحروب وفشا الشرّ عزمت على أن لا تكون معهم البتّة وأبغضتهم وصارت الى الفلك، وقد قيل فيها اقوال كثيرة منها انّها «ديميطر» لانّ معها سنبلة وبعض يقول انّها «البخت والاتّفاق» ، فهذا ما ذكر «ارطس» ؛ وفي المقالة الثالثة من «نواميس افلاطن» : قال الأثينيّ: انّه كان في الأرض طوفانات وامراض وشدائد لم يتخلّص فيها من البشر إلّا رعاة وجبليّون هم الباقون من النوع غير متدرّبين بالمكر ومحبّة الغلبة، قال الاقنوسي، انّهم في اوّل الأمر يتحابّون عن خلوص لوحشة خراب للعالم ولأن عراءهم لا يضيق بهم ولا يحوج الى الجهد، فالفقر عندهم معدوم ولا قنية لهم ولا عقاد، فليس فيهم شحّ ولا فضّة لهم ولا ذهب، فليس منهم اغنياء ولا فقراء؛ ولو وجدنا لهم كتبا لكثرت الشواهد.