«ابهج» المتروك اعني النسر الواقع، وقد انعمت الفحص عن ذلك في المقالة المذكورة؛ وأمّا قلّة هداية الهند لحركة الثوابت فيكفي شاهدا عليه قول «براهمهر» في «سنكهت» : انّه ذكر في كتب الأوائل انّ المنقلب الصيفي في نصف اشليش والشتوي في اوّل «دهنشت» ، وكان ذلك حينئذ صحيحا، فأمّا الآن فالصيفي من المنقلبين في اوّل السرطان والشتويّ في اول الجدي، فإن تشكّك في ذلك احد وزعم انّه كما ذكر الأوائل دون ما ذكرناه فليصحر الى مكان مستوحين يتفرّس اقتراب المنقلب الصيفيّ، وليدر فيه دائرة وينصب على مركزها شخصا يقوم عمودا على الأفق، ويعلم على رأس ظلّه حتى يوافي محيط الدائرة في احد جانبي المشرق والمغرب، ويعود كالغد حول مثل ذلك الوقت الأمسيّ ويرصد مثل ما رصد اوّلا فإن وجد رأس الظلّ في الخيط زائلا عن العلامة الأولى نحو الجنوب فليعلم انّ الشمس قد تحرّكت نحو الشمال ولم ينقلب بعد، وإن وجده زائلا نحو الشمال علم انّ الشمس قد تحرّكت نحو الجنوب وانقلبت، وإذا رصد ذلك دائما ووقف على يوم الانقلاب تحقّق ما ذكرناه؛ وهذا دليل من «براهمهر» على انه لم يعرف انّ للكواكب الثابتة حركة نحو المشرق، فجعلها كاسمها وحرّك المنقلب نحو المغرب، وبسبب هذا التخيّل خلّط الأمرين في المنازل فلنميّز بينهما لتزول الشبهة ويتهذّب الكلام، وذلك انّ البروج اذا ابتدئ فيها من نصف سدس المنطقة الذي من التقاطع نحو الشمال على توالي الحركة الثانية، فإنّ المنقلب الصيفي يكون ابدا على رأس البرج الرابع، والشتويّ على رأس البرج العاشر، وفي المنازل اذا ابتدئ بثلث تسع المنطقة الذي من اوّل البرج الأوّل، كان المنقلب الصيفيّ على ثلاثة ارباع المنزل السابع ابدا والشتوي على ربع المنزل الحادي والعشرين، لا يتغيّر ذلك طول مدّة العالم، فأمّا اذا وسمت المنازل بكواكب وسمّيت بأسماء تابعة للكواكب فلا بدّ من انتقالها معها، وكواكب البروج والمنازل كانت في الأقسام التي قبلها في سوالف الأزمنة، ثم انتقلت الى هذه